الاثنين، 31 مايو 2010

عندما حرمت امريكا الخمر!

اثناء قراءتي لكتاب (اساليب الاقناع وغسيل الدماغ) من تأليف اي جي براون وتعريب د. عبداللطيف الخياط، وهو كتاب يتعلق بالدعاية وطرق تاثيرها في الناس، جذب انتباهي بشدة فقرة من الكتاب تتحدث عن حدث اعتقد انه تاريخي جرى في امريكا سنة 1920م عندما تم اصدار قانون تحريم الخمر في ذالك البلد العلماني، حيث ظل ذالك القانون المذكور معمولا به حتى عام 1933م عندما تم الغائه. لقد ادهشني ذالك القرار الامريكي ووقفت لحظة امام تطابق ذالك القانون مع الشريعة الاسلامية السامية التي حرمت االخمر قبل مئآت السنين بشكل قاطع سعيا لانقاذ الانسان من آفات ذالك الشراب الخبيث. وما قامت به امريكا بهذا الصدد في ذالك الوقت من القرن العشرين يعد انتصارا مؤقتا في امريكا للفطرة السليمة التي استيقظت في ضمير عدد من الامريكيين الذين ظلو يكافحون طيلة ربع قرن لاستصدار قانون تحريم الخمر بشكل متدرج حتى نجحو في النهاية في منعه من خلال جهود رابطتهم التي اطلقو عليها اسم "رابطة مناهضة الحانات".
ان حدثا مثل هذا يذكرنا نحن المسلمين باستمرار ان ديننا هو دين الفطرة وان امام دعوتنا الاسلامية فرصا اكثر للوصول الى قلوب الناس لتطابقها مع فطرتهم الانسانية، ومما يؤكد ذالك ان الاسلام بالرغم من كل المؤامرات التي تحاك ضده في اوروبا فانه لا يزال اكثر الاديان انتشارا في تلك القارة، وقد سعدت جدا عندما قرات على موقع الجزيرة نت مؤخرا ان آلاف البريطانيات قررن اعنتاق الاسلام بالرغم من الجدل الدائر هناك حول الحجاب والمظاهر الاسلامية وانهن يشكلن ثلثي المسلمين الجدد الذين يؤدون فريضة الصلاة بمسجد لندن المركزي. إن مقومات نجاح الدعوة الاسلامية تكمن في داخلها هي، وليس على دعاتنا الافاضل الا ان يبذلو جهدا بسيطا لفهمها وتوظيفها بالطرق المناسبة التي تراعي ظروف كل مجتمع على حدة حتى يصل نور الله الى كل الآفاق.
ـــــــــــــــ
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق