السبت، 15 مايو 2010

تجليات الانسانية في أمريكا

كثيرة هي المرات التي نشاهد فيها احدى برامج اوبرا وينفري التلفزيونية وهي تقدم لجمهور المشاهدين واحدة من حلقاتها التي تتناول بعض القصص الانسانية المؤثرة حيث يجلس ضيف البرنامج الى جانب اوبرا نفسها او قريبا منها ثم يبدأ في سرد حكايته الانسانية التي يتجاوب معها الحضور بشكل ملفت من خلال تعابير الوجوه المتعاطفة والدموع التي يذرفها الكثير من هولآء الحضور بالإضافة الى ما يرتسم على وجه اوبرا نفسها من ملامح الالم والإنفعال ونظرات الشفقة على هذا الضيف الامريكي الذي يكد في الحياة ويتحمل كل الصعوبات من اجل عائلته الصغيرة وكلبه المحبوب.
هذه الصورة من كثرة تكرارها على مشاهدي برامج اوبرا أو اية برامج اجتماعية امريكية اخرى، اصبح هناك الكثير من الناس ممن اقتعنو بجديتها ومن ثم اصبحت صورة الامريكي في مخيلتهم مرادفة للشفقة والاحساس المرهف وحب الخير لكل الناس. لكننا عندما نتتبع الحقيقة المتعلقة بإنسانية المجتمع الامريكي كما هي على ارض الواقع من غير شاشة ملونة ومخرجين بارعين في عملهم ومقدمة برامج تعتمد شهرتها على عرض القصص بشكل مؤثر، عندها نجد صورة مختلفة كل الاختلاف عما دأبت برامج اوبرا وافلام هوليوود على تقديمه للمشاهدين.

ولكي يتضح الامر اكثر اسوق هنا مثالين بسيطين لحادثتين وقعت احداهما في الثامن عشر من شهر ابريل المنصرم من هذا العام في مدينة نيويورك والثانية في التاسع عشر من شهر يونيو عام 2008 في نيويورك ايضا. الحادثة الاولى تتعلق بشاب يدعى هوجو ألفريدو تالياكس تعرض للطعن بالسكين في احد شوارع نيويورك حيث نزف هذا الشاب حتى الموت امام اعين المارة الامريكيين. وتناقلت وسائل الاعلام مقطع فيديو يظهر فيه الشاب المسكين ممدا على الرصيف وهو ينزف ساعة كاملة دون ان ياتي لنجدته احد من المارة الذين يعج بهم الشارع، حيث استمر الجميع في سيرهم وكأنه لا يوجد تحت اقدامهم انسان ينزف ويحتضر واكتفى احد المارة بالاقتراب منه واخذ صورته بواسطة الموبايل ثم واصل سيره. ولم يأت الاسعاف إلا بعد ان فارق الحياة.
اما الحادثة الثانية فتتعلق بامرأة جامايكية تدعى ازمين جرين ماتت في صالة الانتظار التابعة لأحدى مستشفيات مدينة نيويورك بعد ان ظلت قاعدة 24 ساعة تتنظر المساعدة الطبية دون ان يهتم بها احد من الاطباء والممرضين. وبقيت هناك على الكرسى حتى انهارت في النهاية على البلاط تقاسي آلام الموت امام موظفي المستشفى الذين لم يلتفتو اليها الا بعد ساعة واحدة من وفاتها بهذه الصورة.
هذه هي امريكا على حقيقتها.
ــــــــــــــــــــــ
رابط النص الأصلي

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم ..

    تحية لك أخ في الله ليبان تكر .. وأنا كنت كنت قد علقت على هذا الوضوع في مدونتك ..

    ولكن أود أضيف لحوظة مهمة وهي أنه لابد من تعديل رابط مدونتك حتى يفتح بسهولة فهو لا يفتح في مدونتي وكذلك في المرصد وشكرا

    ردحذف
  2. شكرا اختي وجد على الزيارة وعلى التعليق، اما الرابط فقد كنت بعثت لك ايميل يتصمن طريقة تصحيحه منذ ايام، وهي طريقة بسيطة جدا وهي ان تضع في خانة عنوان المدونة في مربع المجزنات التي تتابعها
    http://kalimaati.blogspot.com

    وتجاهل كل الاجزاء التي تاتي بعد نطاق (com) اجزاء مثل (posts/feeds) وهي مع الرابط كما هو موجود الآن في مدونتك وفي المرصد ايضا واعتقد ان حذفها سيكزن مفيدا.
    فهل بالامكان اختي ان تجربي هذه الطريقة فقد تكون هي الحل ان شاء الله. واذا لم تنفع فهل سيفيد تغيير اسم المدونة مثلا ليجدث التعديل المطلوب؟ انتظر ردك ان شاء الله ودمت بخير.

    ردحذف
  3. السلام عليكم أخي في الله ليبان .. لقد وضع الرابط وأيضا لم تفتح المدونة حتى في المرصد أيضا .. ولا أعلم السبب الرئيسي والمشكلة ليست في اسم المدونة بل في رابط إنشاء المدونة يمكنك أن تعمل تحديث للرابط من إنشاء المدونة .. لو أمكن وجزاك الله خير الجزاء.

    مع ملاحظة أن مدونتك تفتح من خلال التعليق فقط .. وليس من قائمة المدونات لذا لا أعرف إن كنت قد أنزلت تدوينة جديدة أم لا إلا عندما ترد عليّ وشكرا.

    ردحذف
  4. إنها أمريكا التي تكذب و تتجمل...
    و إنهم المخدوعون الذين ينجذبون لافلام و عروض ماما امريكا..و في النهاية سيكتشفون أنها ليست ماما لكنها أمنا الغولة...ربما يصدقون تمثيل أوبرا و قصص أفلام هوليود اكثر من صور القتل و مجازر الاحتلال بالعراق و أفغانستان.

    ردحذف